{ حديث } قصة قصيرة تأليف مجدى وليم رزق الله
حديث
نظرت اليه نظر إلّى , اقتربت منه فدنى منى , تأملت وجهه تفرس فّي , ابتسمت له ابتسم لى ، كان على وجهه مسحة حزن ، هناك شيء يؤرقه ، اني اعرف ما هو الذي يشغل باله ، لكنى دائما اتهرب من الحديث معه عن هذا الموضوع ، فدائما يلقى على باللوم.
كنا
نتكلم معا بدون أن يصدر منا صوت , ونادرا ما يصدر منا صوت ، فهو قريب منى وانا
قريب منه , لدرجة الاندماج ، كنت اسأله فيجيب وكان يسألني فأجيبه ، كان يلومني
فأدافع عن نفسى ، وكثيرا ما األقى عليه باللوم ، كنا نحتدد في النقاش ، ونسكت في
فترات تأمل الى ان تطرء فكرة أو مشكلة تدعونا لنقاشها ، وفجأة سألني
وماذا بعد ؟؟؟
فقلت :- بعد ماذا ؟ وانا اعرف ما يرمى اليه من سؤاله .
قال :- حالتك هذه
قلت: ماذا بها ؟؟.
قال : انك متعب ومجهد الفكر وقد اتعبتني معك ، انساها .
قلت :- كيف؟ ، انت تعرف قدر الحب الذي اكنه لها .
قال : لكنها لا تشعر بهذا الحب
قلت : كيف تقول انها لا تشعر بحبي ، وهى ابتسمت لي مرات كثيرة ، وتبادلنا التحية في مناسبات عديدة.
قال
: لا تكن مراهق ، خذ الأمور بجدية ، امن اجل ابتسامة أو تحية تظن انها تحبك ؟؟؟؟؟؟
خذ خطوة فعالة ، اذهب اليها وكلمها ، وعبر عن مشاعرك ، وستعرف ان كانت تحبك ام لا .
قلت : لا لا ، لا أستطيع ، اخاف، اخاف .
قال : من ماذا تخاف ؟
قلت : أخاف أن تصدني وتصدمني
قال : اذا انت لست متأكد من حبها لك ، ولكني ادعوك ان تحاول .
قلت : ليس لدى الشجاعة ، ولا تضغط على ...
قال : انت مريض تتلذذ بتعذيب نفسك ، وتنتظر شيء لن ياتي أبدا فهي لا تحبك .. لا تحبك ... لا تحبك
وكأن صوته يرن في فراغ عجيب أثارني .
ونظرت
اليه ونظر الى ، حدقت فيه حدق في ، وقلت له بصوت مسموع وحاد انت حمار ) فحرك شفتاه
بنفس الكلمة ، واشحت وجهى عنه واشاح وجهه عنى ، وابتعدت عنه وانا حانق عليه لأنه
يوبخني بقسوة ، ويتهمنى بالجبن ، مع انه من المفترض أن يؤيدني ، لأني احبه وهو
يحبني ، ...... لا ... لا ........ انه لا يحبني . وتذكرت شيء فرجعت اليه ونظرت
هناك حيث كان فلم اجدة ، لان زاوية المرآة التي كنت انظر اليها لم تكن امامي
تماما.
مجدى وليم رزق الله
٩/٥/١٩٩٦
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق