السبت، 19 يوليو 2025

الزلزال قصة قصيرة تأليف مجدى وليم رزق الله

 



الزلزال قصة قصيرة تأليف مجدى وليم رزق الله

الزلزال

استيقظ من النوم على صوت هرج ومرج ، ان الصوت يأتي من الشارع ، يبدو انها مشاجرة قام وفتح الشرفة ونظر إلى الأسفل فوجدها مشاجرة بالعصى والاسلحة البيضاء ، هذا يضرب وهذا يضرب وآخر ملقى ينزف دما ، والمتفرجون كانوا ان يسدوا الشارع من هنا وهناك ، والشرفات امتلات بالناس

ونظر بجواره فوجد زوجته وابنه وابنته ، لقد أوقظتهم أصوات المتعاركين، ولم تكن الساعة قد تجاوزت السابعة صباها من أحد أيام الصيف . وانتهت المشاجرة بوصول عربة الشرطة، ودخل ليستلقى على الفراش حتى تحين الساعة التاسعة وبعدها يستعد للنزول إلى العمل الذي لا يبعد عن البيت.

وما هي الا لحظات ودبت في البيت مشاجرة صغيرة ابنه يضرب ابنته بلا سبب أو يسبب هذا ما حدث ، قام وقض الاشتباك ووبخ الاثنين وعاد وهو يكلم نفسه ( ما هذا اليوم (؟؟)

انه يشعر بشيء من التوتر، وهذء نفسه وجلس عند طرف المجدع ، لكن هناك شيء شيء يقلقه ، هناك حركة أو اصوات لم يستطع أن يحدد مصدرها ، فقام وخرج للشرفة ، ووقف كانه تمثال ، ومرت ثواني، تمكن خلالها أن يحدد مصدر الأصوات ، انها اصوات غير عادية ، انها آتية من اعلى ومن اسفل المنزل ، فعلى سطح المنزل يربى دواجن ، حركاتها واصواتها عالية وكأن شيء يريد الامساك بها والصوت الذي من الاسفل شوت كلبه ، انه يعوى ولأول مرة يصدر منه هذا العواء والكلب كان يهز الباب الحديدي للبيت هز عنيف

ودخل من الشرفة وتوجة لباب الشقة وفاتحه وصعد للسطح، ونظر ناحية العشش ، فوجدهم فى هياج غير عادى يحاولون الخروج ، ففتح ابواب العشش ، فخرجو فاريين إلى السطح واسواره وبعضهم طار ليقع في الشارع أو على اسطح الجيران, اخذ يسأل نفسه ماذا يحدث؟.

ونزل سرعا حتى براي ماذا يحدث للكتب ايضا ، ودار في رأسه ما قراء عن الزلازل وما يسبقها من تأثيرات على الكائنات الحية من تهيج وفرع ، هبط السلم وقبل أن يصل إلى مدخل البيت استقبله الكلب وأخذ يشده من ثوبه ناحية الباب وكأنه يقول افتح لي الباب ارجوك ، وفتح الباب الحديد وخرج الكلب وعاد وهو ينظر اليه ، يخرج ويعود أكثر من مرة، وكأن الكلب يريد ان يقول له شيء ، والرجل مندهش لما يحدث ، كلم نفسه ( اهو زنزال آخر ؟ الزلزال السابق لم الأحظ اى شيء ) وترك الكلب والباب المفتوح وصعد السلم قفزاً ودخل الشقة لاهثا ونادي زوجته وقال لها : هناك مصيبة ستحدث

الزوجة : خير

الزوجة : مرة اخرى ؟

الزوج : بل اشد بكثير

الزوجة : كيف عرفت ..

الزوج - سأشرح لك فيما بعد .. والآن كل ما اقوله ينفذ بلا تردد وبسرعة , احضري النقود التي لدينا وحقيبة الأوراق الهامة ، واجعلى الأولاد يرتدون الملابس الثقيلة والغالية ، اننا سنقضي هذا اليوم خارج المنزل، فلو حدث زلزال كما اتوقع فهذا البيت سينهار ، وان لم يحدث فلن نخسر شيء . انزلى لانذار  اخيك  واولاده وانا سأنزل الانذار أخي وعمي ، هيا بسرعة.

ونزلوا ، وطرق باب اخيه وأعلنه بالقرار الذي اتخذة  فعارض بعض الشيء وفي الأخير وافق ، وفيضا الاثنين لعمهما ، وكان رد العم ( العمر واحد والرب واحد ) ورفض ، وجاءت الزوجة بأسرة اخيها ، والزوج اتي بأسرة اخيه ، والأولاد ، والأولاد في حالة من المرح المشوب بالرهبة ، فالكبار يتظلل

ونزلوا ، وطرق باب اخيه وأهله بالقرار الذي اتخذه المعارض اليه بعض الشيء وفي الأخير وافق ، وفضا الاثنين لعمهما ، وكان رد العم ( الصبر واحد والرب واحد ) ورفض ، وجاءت الزوجة بأسرة اخيها ، والزوج الى بأسرة أخيه ، والأولاد في حالة من المرج المشوب بالرهبة ، فالكبار يتخلل حديثهم شيء عن الزلزال لكن لا يهم فهم سيخرجون للعب في الحدائق .

 اح الزوج : أنا وافقت فقط لأنها فرصة للأولاد، فنحن لم تخرج منذ فترة كبيرة ..... ولكن قل لي من اين الي لك هذا اليقين بحدوث زلزال في هذا اليوم، وهل لاحظت قبل حدوث الزلزال السابق ما حدث اليوم ؟

الزوج : لم الحظ شيء في الزلزال السابق ، ربما لأن الزلزال الذي حدث لم يكن مركزة قريب منا بالقدر الكافي، وكما قرأت فإن الأرض التي سيحدث بها زلزال وقبل أن يحدث بفترة غير معروفة يخرج من هذه الأرض غاز سام ومشع يسمى غاز الرادون وهو يؤثر على الحالة العصبية والنفسية للناس . وايضا الحيونات والطيور،

 قبل اغلب الزلازل هناك تحركات داخل باطن الأرض لا نشعر بها تسبب هذه التحركات تسرب هذا الغاز وكثير من الحيوانات تشعر بهذه التحركات الأرضية الغير ملحوظة

اخ الزوجة : ربما ما تقوله حقيقي ، لن تخسر شيء ، يوم ترفيه

استعدت المجموعة للنزول أخذين ما يمكن حمله من اطعمة واشياء ثمينة وكأنهم مهاجرين خارج البلدة.

وعند نهاية الشارع وجدوا كلبهم في يحرة من ان يبتعد عن البيت أو يرجع اليه. راهم تهال وأخذ يسبقهم في الابتعاد عن البيت

الحديقة التي سيقصدونها غير بعيدة ولا تحتاج لوسيلة مواصلات، ولن تاخذ وقتا حتى يصلوا اليها ، الشوارع بها حركة غير عادية ، الاطفال امام اكثرالبيوت يلعبون ، الحيونات الأليفة والغير اليفة وجودها بكثرة في الشوارع لفت انظار اطفال المسيرة ، الجو صحو وجميل لكنه حار جدا

ودلفوا للشارع الرئيسي المؤدى للحديقة ، ولأول وهلة شعروا بأن السائقين أصيبوا بلوسة جنون السرعة، فالسيارات تتسابق بشكل غير عادي وكان موعد القيامة قد حان - آلات التنبيه لا تنقطع حركة .حركة .. واصوات

ها هم قد وصلوا للرصيف الذي يحدد أول جزء من الحديقة ، الاطفال تعترض وتختار الحديقة التي في منتصف الشارع فهي واسعة وطويلة ، وسيما أن في وسطها شجرة ذات جذع ضخم ، وافترشوا تحت الشجرة وجلسوا الاولاد والبنات والاطفال  بدءوا باللعب .

مرت الساعات لا شيء جديد ، نفس الحركة ، نفس الأصوات ، نفس التوتر على الزوج فهو يقطع الرصيف ذهابا وايابا بلا القطاع منذ أن وصلوا وكأنه في انتظار شخص أو شيء ، تعدت الساعة حدود الانتظار ، أنها الخامسة مساء ، ومع ذلك فالطقس كما هو ، الشمس هناك أعلى الكوبري تعكس اشعتها على اسقف السيارات المارة . الريح سريعة تعوض درجة الحرارة العالية، الأطفال يتحررون من بعض ملابسهم ، فاللعب اجهدهم وزاد من حرارة أجسامهم الكبار لازالوا منتظرين أن تخيب ظنون صاحبنا المتوتر، فيتبادلون النكات عن هذا الموقف الذي يعايشونه.

انه جاء ، صرخ احد الاطفال وهو ينظر إلى الأرض ، فنظر الكل اليه متسائلين من ؟؟؟ قال الزلزال .... الأرض .... الأرض تهتز ، فقال احدهم هذا تأثير العربة الكبيرة هناك

صمت تركيز من كل افراد المجموعة.

 احدى الزوجات تضع يدها على الأرض ..... إنى اشعر بشئ هكذا قالت... لا تعليق من احد. لا حركة بينهم

بل يتحركون بطريقة غير ملحوظة .... انهم يقتربون من بعضهم بطريقة لا ارادية

وكان هناك سكون مدوى ذات خلفية من أصوات غير رتبية تاني من الجانب الآخر من المدينة برغم أصوات العربات التي تمر بجوارهم.

طفل من الاطفال يرتفع عن الأرض في حركة مسرحية تمثل الفزع ويعود كما كان جالسا على ركبتيه، وتمر الدقائق ولا شيء جديد ,الهواء يتلاعب باحد الاكياس البلاستك الفارغة وقبل وصوله اليهم يهم طفل نحوه ويرمي نفسه عليه مثل حارس مرمى كرة القدم، فيضحك الجميع.

 لن يحدث شيء ، قالها احدهم

 وفجأة .... العيون أخذت تبحث عن شيء ، العيون تمسح المكان يمينا ويسارا ، امامهم وخلفهم ، العيون لا تستقر ، تنظر إلى أعلى الكوبرى واسفله

 الكل يتسائل من ابن ؟ ؟ ؟ انهم يحسون ويسمعون صوت آلة ضخمة تسير على الأرض ، أنه جرار ... لا بل تريلة محملة ..... لا انه قطار ..... اين ؟؟؟ ثوانى لم يعرفوا عددها .

يجب أن يروا هذا الشيء الذي يدمدم الأرض برفق حتى يستريحوا ، لا يوجد شيء غير عادی . اذا ولم تكتمل الجملة وكانو متلاصفين القصد متكومين ، الاطفال في احضان آبائهم ، وكلهم متقاربين جدا ، وزادت حدة الدمدمة وتحولت لاهتزاز ، بل لحركة ، فالأشياء تتحرك . الشجرة التي يجلسون تحتها مسها مارد ، انها تنتفض، والأترية التي كانت عالقة بأوراقها تساقطت عليهم ، اصوات الصريخ الحاد تالي من بعيد ..... بالها من تجربة قاسية ..... استر يارب ... استر يارب

هذا ينظر للسماء يتضرع ..... وهذا مغمض العينين ...... وهذه تحتضن ابنائها وتبكي ..... وهذا يصرخ صرخة متواصلة تقشعر لها الابنان ..... وهذا يصلى ..... وهذه تجمدت ملامحها

زادت حدة الآت التنبية ... ومن فوق الكوبري تتقاذف سيارات ..... اشجار تهوى ..... اعمدة تنثني ..... منازل عالية من بعيد تختفي ويصعد ترابها ..... زادت حدة الزلزال .... الحم يتشبسون بنجيل الأرض حتى لا يتدخر جون ..... صوت طرقعة ..... انظر الكوبرى انقسم العرابات تطاير .... استر يارب استر يارب

 ها هى عربة بمقطورة تسابق العرابات القليلة في الطريق تصدم هذا وتقذف بذاك ..... انها تتمايل مثل الريشة ، سرعتها جعلتها في غير اتزان .... انها تقترب من الجماعة ، انها تقصدهم هكذا شعروا .... استر يارب .... استر يارب ... تصتدم العربة بالرصيف البعيد ، تختل عجلة القيادة تتجه ناحيتهم ، تتجه اليهم مباشرتا . تصعد على الرصيف ( التليتوار ) تكسر السور الحديدي القصير تتجه اليهم كانها غول.

 الصدمة اسكنتهم حيث كانوا لم يتحرك احد ... الجمت السنتهم لم يصرح أحد ... تمر العربة بجوارهم ..... ولكن المقطورة الخلفية للعربة جنحت وتصتدم  يجزع الشجرة الضخم ... وتتقلب المقطورة ... تنقلب بشكل عجيب ... تتقلب فوقهم تماما ......... الا حركة ...... لا صوت .... سوى صوت الزلزال يلفظ الفاسة الأخيرة

 

اسف على ما سببته لكم من توتر

مجدى وليم رزق الله




 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق