سر
الضحكة
سار
فى الطريق بلا هدف، ينظر لففترينات المحلات . الطريق مزدحم بالمارة ، الكل مسرع في
خطاه الا هو يمشى في بطئ كالعادة , ومع ذلك يتخبط بالمارة والمارة تتخبط به ،
يعتذر لهذا وآخرون يعتذرون له ، وفجأة اصتدم صدمة قوية أوقعته ارضا ، واذا به يجد
حسناء واقعه بجواره ، كانت تحمل اشياء خاصة باحتياجات العيد ، لان العيد على
الابواب .
قام
واحذ يجمع الاشياء التي وقعت من الحسناء ، اما هي فأخذت تسب وتلعن وهو لا يعيرها
التفاتا وانشغل بجمع الاشياء من الأرض .
وقال
لها { انا اسف ... لم انتبه } رغم انها المخطئه بشهادة الناس ، ولم يسلم من لسانها
وبدأت مرة اخرى موشحات السب والاهانة .
وبدون
أن يدرى ارتفعت يده ونزل بها على وجهها بصفعة اصدرت صوتنا استوقفت المارة ، هذا
غير الواقفين من البداية لتهدءة الفتاة ، اما هي امسکت به ، مطالبه بان تذهب الى
قسم الشرطة لتاخذ حقها
وبرغم محاولات كثيرة من من كانوا متابعين الواقعة ، صممت على الذهاب به إلى قسم الشرطة ، فتطوع بعض الواقفين للذهاب معهم للشهادة في حق صاحبنا ، وتحركوا وهي ممسكه به ، فبعد ان صفعها عاد الى هدوءه السابق برغم الفاظها الجارحة .
دخلوا
قسم الشرطة ومعهم ثلاث شباب وامرأة ليدلوا باقوالهم فيما حدث, ومدافعين عن الشاب ،
واخذت اقوال كل منهم واقوال الشهود, ولم يجد ضابط الشرطة فيما حدث أي داع لاتخاذ
اى اجراء، فشهادة الشهود تلقى باللوم على الحسناء ، وخرجو من القسم وهي تبكي ،
ونظر اليها ليلقى عليها نظرة شماتة، وليته لم ينظر كانت مطأطأه الراس، والدموع فى
عيونها الجميلة
انها جميلة انها جميلة جدا ، كلمات دارت في راسه . وكأنه لم يراها الا في هذه اللحظة ، فهو بطبيعته طيب لا يحب أن يؤذى احد ، لكن ما حدث منه كان مجبرا عليه ..... وتسائل كيف لم اراها الا الآن ؟؟؟؟ انها كانت امام عينى طوال المشاجرة ، كيف لم اراها ؟؟؟ هل الدموع هي التي اثرت فيّ ام الموقف لم يدع لي الفرصة لتأملها ؟ ليكن .... انها جميلة ورقيقة انى اراها الان هكذا ، ربما الاصتدام والوقوع على الأرض كانو من الشدة افقدتها رقتها ، انه كالعادة دائما يختلق للناس الاعذار حتى لا يحقد على احد ولا يكره احد .
ووجد نفسه مقتربا منها ومبديا اسفه للمرة الثانية ، اما هي فنظرت اليه ووجهها مبلل بالدموع ، ثم نظرت الى الجهة الأخرى في رقة تحمل شيء من العتاب ،،، هكذا أحس ، ومضت في طريقها ، وتقدم وسار بجوارها لا ينطق بكلمة ، كانت تختلس النظر اليه وبعض الاحيان تنظر اليه في تسائل بدون ان تتكلم .
دخلت احدى المحلات التجارية ودخل معها تناولت بعض الاشياء من البائع ودفع هو ثمنها ولم تعترض ، وخرجا معا ، كانت تمشي بصعوبة لثقل ما تحمل مد يده واخذ جزء كبير مما تحمله، ولم تمانع ، بدأت تنظر اليه بابتسامة لطيفة، توقفت عند موقف عربات النقل ( الاتوبيس ) ، ووقف بجوارها ، طال الانتظار، رأى احد عربات التاكسي تقترب اشار توقفت العربة فتح الباب وادخل ما يحمله ، ودخلت هي ، ذهب للسائق اعطاه مبلغ من المال .. واشار لها بإشارة الوداع ليذهب لحاله ويفيق من هذا الحلم الغريب . لكنها نادت عليه اقترب منها امسكت بيده وادخلته العربة ، واقفل الباب .
تحركت السيار في طريقها حسب ما اشارت الحسناء مرت الدقائق متوالية وهو لا ينطق ، وكأنه تحت تأثير تنويم مغناطيسي ، يفعل ما لا يدرى ، وها هو يكمل الحلم الغريب وهو مسلوب الارادة .
انها تختلس النظرات اليه وهو ايضا ، يبتسما حينما تتلاقى اعينهما ، وفجأة وسط هذا الصمت انفجرت الحسناء بضحكة عالية ايقظته من حلمه ...., ونظر اليها باستغراب فكتمت ضحكتها ولازت بالصمت
ان الموقف محير موقف لم يكن في الحسبان ، ما الذي يحدث لي؟ .. هذا ما حدثته به نفسه ، هل حدث ما يسمى حب بعد عداوة ؟؟؟؟؟؟؟ , ربما ولكن هذا لا يعقل ، لكن لا يوجد تفسير اخر لما يحدث " على بركة الله " ، قالها بهمهمة وبصوت لا يفهم ، فنظرت اليه ، وعادوا للسكون والنظرات المختلسة المشوبة بالضحك المكتوم منها .
انه اعجب بها لا يستطيع ان ينكر ذلك ، وخاصة بردود الفعل التي بدرت منها من ابتسام وضحك لا مبرر له ، فربما تضحك للموقف : فشر البالية ما يضحك ... ، وكعادته يجيد التماس الاعذار للآخرين .
وصلا الى حيث مسكنها نزل ونزلت ، حملت من الأشياء ما تستطيع ، اخذ يساعدها بان يضع باقى الاشياء فوق ما تحمل ، رفضت وسارت امامه وهو خلفها يحمل بقية الاشياء ، صعدت السلم وهو خلقها دقت على الباب ، فتح لها شاب ضخم ، دخلت واشارت لصاحبنا الذي مازال واقفا خارج الباب بان يدخل ، تسائل الشاب الضخم بلغة الاشارة ... من هذا ... لم تجيب ، وضعت الاشياء في ركن ففعل مثلها ، اشارت اليه ان يجلس فجلس ، وامسكت بيد الشاب الضخم وجذبته لداخل حجرة اخرى ، دقائق مرت وخرج الشاب الضخم ممسكا بعصا غليظة ، اقترب من صاحبنا والشرر يتطاير من عينه
وبغريزة
حب البقاء احس صاحبنا بان هناك خطر قادم ، فقام مسرعا ... اتجه الى باب الشقة الذي
لم يقفل بعد .... ولاذ بالفرار بعد ان طالته ضربة واحدة جعلته يسابق الريح......
وهنا عرف سر الضحكه. وان كيهن عظيم
۱۹۹۷/9/22
مجدى
وليم رزق الله