من كتاب سيناريو الحرب العالمية الثالثة
ومجئ الرب يسوع
تاليف مجدى وليم رزق الله
من هى
المرأة المتسربلة بالشمس؟
تمهيد
مفتاح سفر الرؤيا هما الاصحاحان الثانى عشر والثالث عشر فهما يتناولا الاحداث بتسلسل تاريخى فريد ... البداية وضعت منذ ان خلق الله الكون ومنذ ان قال نخلق الانسان على صورتنا ... ماذا تعنى صورة الله التى خلق ادم عليها ... هناك تفسيرات كثيرة تناولت بحث هذا الموضوع ... ولكن لى تفسير مغاير وجديد ... وقد يرفضه البعض ... وليكن .
فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ.٢هذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللهِ. يوحنا 1ـ 2:1
والكلمة صار جسدا
الكلمة هو السيد المسيح ... والكلمة هو ايضا الله ... فمنذ البدء وفكرة التجسد موجودة فى فكر الله قبل الخليقة ... وعندما اراد ان يخلق الانسان خلقة على صورة الكلمة اى على صورة الله .
٢٦وَقَالَ اللهُ: "نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا، تكوين 1 ـ 26
لاحظ اسلوب الجمع ( صورتنا ) ويقال ان اللغة العبرية لا تستعمل اسلوب التفخيم بالجمع ... اى ان ادم خلق على صورة الكلمة التى هو الله فى ذاته . والجمع يشير الى الثالوث المقدس .
فعندما اراد الله ان يخلق الانسان اختار له هذه الصورة ... والتى اراد الله ان يظهر من خلالها ويحل فيها بواسطة جسد يسوع المسيح .
يوحنا ٨:٥٨ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:"الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ".
فكر الله هو البداية الحقيقية ... لذلك اعلن الله عن هذا الفكر ( فكرة التجسد ) بصورة واضحة ومباشرة قبل ان يتجسد السيد المسيح باكثر من ( 700 سنة ) على فم النبى اشعياء .
إشعياء ٧:١٤ وَلكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ "عِمَّانُوئِيلَ".
اش 9 :6 لانه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبا مشيرا الها قديرا ابا ابديا رئيس السلام.
الها قديرا ... انه عمانوئيل ... المولود من عذراء
هذه هى البداية الحقيقية ... والاصحاح الثانى عشر من سفر الرؤيا يبدء الاحداث فى السماء لانه قد حان الوقت وبدء الصراع ... ها هى الفكرة ( فكرة التجسد ) ... ستوضع موضع التنفيذ ... فنشط التنين ( الشيطان ) لافشال المخطط الالاهى بالقضاء على الولد متى ولدته المرأة ... ويولد الابن ويخطف الى السماء ... الاحداث مدمجة فى كلمات قليلة ... تشير الى حياة السيد المسيح منذ ولادته وبشارتة وصلبه وصعوده .
من هى المرأة ؟
باختصار هى الكنيسة ... ولكن هناك من يقول انها تشير الى الديانة اليهودية التى خرجت منها المسيحية ... لكن هناك سؤال ... هل اليهود ية حاربها التنيين .
( وَلَمَّا رَأَى التِّنِّينُ أَنَّهُ طُرِحَ إِلَى الأَرْضِ، اضْطَهَدَ الْمَرْأَةَ الَّتِي وَلَدَتْ الابْنَ الذَّكَرَ رؤيا12_13)
وهل اليهود عنهم شهادة يسوع المسيح
( فَغَضِبَ التِّنِّينُ عَلَى الْمَرْأَةِ، وَذَهَبَ لِيَصْنَعَ حَرْبًا مَعَ بَاقِي نَسْلِهَا الَّذِينَ يَحْفَظُونَ وَصَايَا اللهِ، وَعِنْدَهُمْ شَهَادَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. رؤيا12_17) .
اذا المرأة هى الكنيسة بلا جدال ... المهم تستمر الاحداث ... المرأة تهرب الى البرية ... يوم الخمسين وحلول الروح القدس على التلاميذ وهم نواة الكنيسة ... ونطق هؤلاء بلغات عدة , وبعدها انطلقوا وخرجوا الى البرية كل منهم هاجر الى بلد ( او كل اثنين ) انتشرو فى بقاع الارض كالنسور فى السرعة والقوة ( اى ان البشارة آمن بها اقوام كثيرة فى مدة قصيرة ... ولكن التنيين لا يترك المرأة فيحاول اغراقها بماء مثل النهر وهى البدع والهرطقات ... ويفشل .
وتستمر الاحداث بالترتيب التاريخى ويظهر الوحش الاول فى بداية الاصحاح الثالث عشر بعد البدع ( نسطور ومانى واريوس ) والتى لم تاتى بالفائدة المرجوة ... ظهر الوحش الاول بتاريخه الاسود الذى استمر قرون انه نبى الاسلام بدولته المحاربه للقدسين ... وبعده الوحش الثانى النبى الكذاب .
(المرأة المتسربلة بالشمس
(البداية كانت فى السماء وليست على الارض البداية كانت فكر الله لم يتمخض بعد لاحداث ارضية .... البداية وضعت هناك فى الملكوت كما ارادها الله ... واخذت الاحداث مسارها لتصل حتما لما يريد.
فتعالى معى ايها القارئ لنبدا الحديث من البداية من سفر الرؤيا الاصحاح الثانى عشر.
(١وَظَهَرَتْ آيَةٌ عَظِيمَةٌ فِي السَّمَاءِ: امْرَأَةٌ مُتَسَرْبِلَةٌ بِالشَّمْسِ، وَالْقَمَرُ تَحْتَ رِجْلَيْهَا، وَعَلَى رَأْسِهَا إِكْلِيلٌ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ كَوْكَبًا،٢وَهِيَ حُبْلَى تَصْرُخُ مُتَمَخِّضَةً وَمُتَوَجِّعَةً لِتَلِدَ. رؤيا 12_1/2)
من هى هذه المرأة التى هى فى حالة تمخض وتوجع لتلد؟؟
هل هى العذراء مريم كما يبدو لنا من اول وهله ؟؟ بالطبع لا ... لان الايه حدثت فى السماء فهى رمز ... نعم انها ترمز لفكرة ... هذه الفكرة الازلية والتى تناولها الكتاب المقدس فى عهده القديم بوفرة .
اقرأ ما قالة النبى اشعياء قبل ولادة السيد المسيح بسبعمائة سنة .
انها ترمز لكنيسة الله فى السماء وعلى الارض ايضا ... والتمخض والتوجع نتج عنة الدين المسيحى متمثلا فى جسد المسيح وصليبة والفداء الذى ناله البشر ... وبالتالى كنيسته التى هى جماعة المؤمنين فى كل بقاع الارض.
( وَظَهَرَتْ آيَةٌ أُخْرَى فِي السَّمَاءِ: هُوَذَا تِنِّينٌ عَظِيمٌ أَحْمَرُ، لَهُ سَبْعَةُ رُؤُوسٍ وَعَشَرَةُ قُرُونٍ، وَعَلَى رُؤُوسِهِ سَبْعَةُ تِيجَانٍ.٤وَذَنَبُهُ يَجُرُّ ثُلْثَ نُجُومِ السَّمَاءِ فَطَرَحَهَا إِلَى الأَرْضِ. وَالتِّنِّينُ وَقَفَ أَمَامَ الْمَرْأَةِ الْعَتِيدَةِ أَنْ تَلِدَ، حَتَّى يَبْتَلِعَ وَلَدَهَا مَتَى وَلَدَتْ. رؤيا12_3:4)
لا يخفا عنا جوهر هذا التنين انه الشيطان والسبع رؤوس التى عليها سبع تيجان ترمز الى حب السيطرة والتملك والرياسة سمائية او ارضية برغم انة لا يزال فى هذه الاية موضعه السماء وله الحرية فى اى وقت ان يهبط الى الارض.
وثلث نجوم السماء التى طرحها الى الارض ما هى الا اتباعه من الشياطين وهم سفراءه المكلفين بتنفيذ اوامره ... وكان الطرح الذى حدث لهم الى الارض يحدد اقامتهم فيها ونزع عنهم قدرة الخروج عن نطاق الارض الى السماء مرة اخرى حتى يتفرغون فى اداء مهامهم مع البشر وخاصة ان هناك حدث خطير بالنسبة لهم سوف يحدث ... وهو تجسد يسوع المسيح والتى من نتائجة خلاص بشر كثيرين من قبضة الشيطان ... بل سيكون لهولاء البشر السلطان لسحق ابليس واعوانه .
(وَالتِّنِّينُ وَقَفَ أَمَامَ الْمَرْأَةِ الْعَتِيدَةِ أَنْ تَلِدَ، حَتَّى يَبْتَلِعَ وَلَدَهَا مَتَى وَلَدَتْ. رؤيا12_3:4)
كان التنين يتربص للمراة منتظرا لحظة حاسمة بالنسبة له وهى لحظة الولادة ... او الايام الاولى من حياة المسيح ليجهض فكرة التجسد ... ويبتلع الفكرة ... كيف ذلك ؟؟؟؟
فى الايات السابقة التى تتحدث عن التنين نجده انه طرح اعوانه الى الارض ... هؤلاء الاعوان لديهم تعليمات من التنين يجب ان تنفذ ... ومن بين هذه الاوامر الواضحة التى نفذت ولم تنجح محاولة هيرودس مع ا لمجوس ليعرف مكان الطفل يسوع ليقتله وبائت بالفشل ... وعندما صدر قرار بقتل كل الاطفال وهربت اسرة المسيح الى مصر بائت هى الاخرى بالفشل ... ومحاولة الشيطان اسقاط المسيح فى الخطية على جبل التجربة ايضا انتهت بما لا يشتهى التنين .
( فَوَلَدَتِ ابْنًا ذَكَرًا عَتِيدًا أَنْ يَرْعَى جَمِيعَ الأُمَمِ بِعَصًا مِنْ حَدِيدٍ. وَاخْتُطِفَ وَلَدُهَا إِلَى اللهِ وَإِلَى عَرْشِهِ . رؤيا 12_5)
نعم تمت الولادة بنجاح وكان المولود ذكر ... ((الذكر عند اكثر الامم له قيمة بالغة عن الانثى))
ولانه سيكون الراعى برغم ان مدة بشارته لم تتعدى ثلاث سنوات ولكنها كافية لرعاية جميع الامم ... والعصى التى من حديد هى قدرته اثناء حياته او بعد صعوده الى السماء فهذه العصى ما زالت تضرب الشيطان فى مقتل وهذا ما كان يخشاه التنين ... فان اسم هذا المولود يرعبه ويحرقه .... فكيف يستطيع ان يسيطر على اهل الارض ... واسم يسوع المسيح فى قلوب كثير منهم ... ان يسوع حد من سلطانه .
( وَالْمَرْأَةُ هَرَبَتْ إِلَى الْبَرِّيَّةِ، حَيْثُ لَهَا مَوْضِعٌ مُعَدٌّ مِنَ اللهِ لِكَيْ يَعُولُوهَا هُنَاكَ أَلْفًا وَمِئَتَيْنِ وَسِتِّينَ يَوْمًا. رؤيا 12_6)
المراة هربت ... لماذا هربت وهى بين عشيرتها واهلها ؟؟؟؟
هربت لان اعوان الشيطان حاربوها وجعلوا اهلها ينبذونها ويضطهــدونها ... ويكذبونها بل يحاربونها ... فنــجد ن هذه المراة وهى رمز للكنيسة قد خرجت من فلسطين الى كل انحاء العالم ... الاثنى عشر كوكبا ( التلاميذ ) اصبحا كنائس فى كل مكان ... هذه هى البرية التى خرجت اليها المراة والمدة المشار اليها 1260يوم جاءت بالايام وهى مدة رمزية نهايتها المجئ الثانى للمسيح الرب.
(وَحَدَثَتْ حَرْبٌ فِي السَّمَاءِ: مِيخَائِيلُ وَمَلاَئِكَتُهُ حَارَبُوا التِّنِّينَ، وَحَارَبَ التِّنِّينُ وَمَلاَئِكَتُهُ٨وَلَمْ يَقْوَوْا، فَلَمْ يُوجَدْ مَكَانُهُمْ بَعْدَ ذلِكَ فِي السَّمَاءِ.٩فَطُرِحَ التِّنِّينُ الْعَظِيمُ، الْحَيَّةُ الْقَدِيمَةُ الْمَدْعُوُّ إِبْلِيسَ وَالشَّيْطَانَ، الَّذِي يُضِلُّ الْعَالَمَ كُلَّهُ، طُرِحَ إِلَى الأَرْضِ، وَطُرِحَتْ مَعَهُ مَلاَئِكَتُهُ. رؤيا 12_9:7)
حرب بين ميخائيل وملائكتة والشيطان وملائكتة
من الملاحظ ان هناك طرحان لملائكة الشيطان الى الارض ... الاولى حدثت بامر من الشيطان فطرح ثلث الملائكة ... والطرح الثانى كان جبريا للشيطان ومعه كل الشياطين الاخرى الى الارض ... والطرح هنا بمثابة النفى ... اى ان هؤلاء الشياطين ومعهم ابليس نزعت عنهم القدرة على الصعود للسماء مرة اخرى ... لانهم فيما مضى كان يمكنهم التنقل بين الارض والسماء بحرية تامة .
وسنجد ان الرؤيا استعملت كلمة الحية فى الايات السابقة لان الشيطان عندما خدع حواء فى بداية الخليقة استعمل الحيه فى حيلته وطرد من عرش الله ... وهنا ايضا طرد من السماء واطلق عليه الحية مرة اخرى.
وعملية طرح التنين الشيطان الى الارض لم يحدث الا بعد صلب المسيح وقيامته وصعوده.
اقرا معى( ٣٠لاَ أَتَكَلَّمُ أَيْضًا مَعَكُمْ كَثِيرًا، لأَنَّ رَئِيسَ هذَا الْعَالَمِ يَأْتِي وَلَيْسَ لَهُ فِيَّ شَيْءٌ. يوحنا 14 : 30)
وفى موضع اخر( فَرَجَعَ السَّبْعُونَ بِفَرَحٍ قَائِلِينَ:"يَارَبُّ، حَتَّى الشَّيَاطِينُ تَخْضَعُ لَنَا بِاسْمِكَ!".١٨فَقَالَ لَهُمْ: "رَأَيْتُ الشَّيْطَانَ سَاقِطًا مِثْلَ الْبَرْقِ مِنَ السَّمَاءِ. لوقا 10 _17 :18)
فى الايه الاولى الكلام صريح لا يحتاج تاويل فحتى زمن هذه الكلمات لم يكن الشيطان قد اتى رسميا الى الارض لان السيد المسيح لم يصلب بعد ... وفى الايات التى قال فيها المسيح ان الشيطان سقط مثل البرق ... نتسائل متى راه يسقط ... هل راه فى زمن سابق ام ان هذا السقوط الذى يشير اليه المسيح هو السقوط الذى وصفه يوحنا الرائى عند هزيمة الشيطان فى السماء وطرح الى الارض ... وانى اظن ان المسيح راه فى المستقبل قبل حدوث الحدث ... وهذا ليس يبعيد ... فالماضى والمستقبل حاضر عنده .
ومن المعروف ان الشيطان ُطُرد من عرش الله عندما اسقط ادم وحواء فى الخطية ... وها هو ينفى الى الارض معنا ويحرم من التجوال فى الفضاء بين اجرام الكون و السماوات لرفضه فكرة التجسد الالهى ... وسيظل فى حالة رفض الى النهاية .
وكم كانت فرحة السماء بنفى الشيطان الى الارض وكم عانت الارض من سكنى الشيطان فيها.
( وَسَمِعْتُ صَوْتًا عَظِيمًا قَائِلاً فِي السَّمَاءِ:"الآنَ صَارَ خَلاَصُ إِلهِنَا وَقُدْرَتُهُ وَمُلْكُهُ وَسُلْطَانُ مَسِيحِهِ، لأَنَّهُ قَدْ طُرِحَ الْمُشْتَكِي عَلَى إِخْوَتِنَا، الَّذِي كَانَ يَشْتَكِي عَلَيْهِمْ أَمَامَ إِلهِنَا نَهَارًا وَلَيْلاً.١١وَهُمْ غَلَبُوهُ بِدَمِ الْخَرُوفِ وَبِكَلِمَةِ شَهَادَتِهِمْ، وَلَمْ يُحِبُّوا حَيَاتَهُمْ حَتَّى الْمَوْتِ.١٢مِنْ أَجْلِ هذَا، افْرَحِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ وَالسَّاكِنُونَ فِيهَا. وَيْلٌ لِسَاكِنِي الأَرْضِ وَالْبَحْرِ، لأَنَّ إِبْلِيسَ نَزَلَ إِلَيْكُمْ وَبِهِ غَضَبٌ عَظِيمٌ! عَالِمًا أَنَّ لَهُ زَمَانًا قَلِيلاً" رؤيا12_ 10 : 12)
هذا المتعجرف بعد ان كان حرا طليقا فى كل الكون بين السماوات والارض ... كبريائه اوقعه فى الفخ ... شُلت حركته فى جرم صغير من هذا الكون الشاسع ... وللاسف ان هذا المتمرد الطاغى الظالم يعايش الانسان ويتدخل فى شئونه ويوقعه فى خطايا واثام لا حدود لها ... لكن هذه ارادة الله ... وما يعزينا ان ابن الله معنا يحمينا .
( وَلَمَّا رَأَى التِّنِّينُ أَنَّهُ طُرِحَ إِلَى الأَرْضِ، اضْطَهَدَ الْمَرْأَةَ الَّتِي وَلَدَتْ الابْنَ الذَّكَرَ رؤيا12_13)
متى ٢٤:٩ حِينَئِذٍ يُسَلِّمُونَكُمْ إِلَى ضِيق وَيَقْتُلُونَكُمْ، وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنْ جَمِيعِ الأُمَمِ لأَجْلِ اسْمِي.
ليس للشيطان حيلة فى ذلك ... هل يحارب غيرهـا وهو حبيس الارض بسببها ... فزرع الكراهية فى قلوب اليهود والرومان للمسيحين الاوائل ... وكانت الاضطهدات والاستشهادات الشهيرة لقديسين وابرار فاقوا الحصر .
( فَأُعْطِيَتِ الْمَرْأَةُ جَنَاحَيِ النَّسْرِ الْعَظِيمِ لِكَيْ تَطِيرَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ إِلَى مَوْضِعِهَا، حَيْثُ تُعَالُ زَمَانًا وَزَمَانَيْنِ وَنِصْفَ زَمَانٍ، مِنْ وَجْهِ الْحَيَّةِ. رؤيا12_14)
جناحى النسر اشارة الى القوة والسرعة قوة ايمان من يؤمن وسرعة انتشار الدعوة بين الناس فى هذه البرية التى بها كل انواع الوحوش والحيوانات والافكار الشيطانية ... فى هذه البرية الوعرة الخطرة.
ان الديانة المسيحية انتشرت بصورة ازهلت هذا الكائن المحتال المتكبر المتحدى دائما ولا يهدا....لانه يعلم ان الوقت ليس فى صالحه والزمن بالنسبة له قصير جدا لا يتعدى (42شهرا).
مهما كانت مدة هذه الشهور فهى قصيرة للغاية.
( فَأَلْقَتِ الْحَيَّةُ مِنْ فَمِهَا وَرَاءَ الْمَرْأَةِ مَاءً كَنَهْرٍ لِتَجْعَلَهَا تُحْمَلُ بِالنَّهْرِ.١٦فَأَعَانَتِ الأَرْضُ الْمَرْأَةَ، وَفَتَحَتِ الأَرْضُ فَمَهَا وَابْتَلَعَتِ النَّهْرَ الَّذِي أَلْقَاهُ التِّنِّينُ مِنْ فَمِهِ. رؤيا12_15 :16)
الاضطهادات باءت بالفشل بل ساعدت على انتشار البشارة بصورة اقوى واسرع وكان الّقاء الماء الذى هو مثل النهر ( النهر هــنا يرمز الى الديانة المسيحية ) وكلمة كنهر توضح بانة ليس نهر حقيقى بل هو خدعة .
اذا ما هى حقيقة هذا النهر الذى استغله الشيطان ليغرق المراة .
النهر هو البدع التى خرجت من الكنيسة وخاصة من قلب الكنيسة ... اى من افراد ذو رتب دينية وبالاخص الرهبان ... ماذا تنتظر لمثل هذه الافكار المُسممة عندما يدعيها راهب على علم وفطنة بخبايا الدين ... انها ستجد صدى عند ضعاف النفوس نعم ستجد من يرحب بها ... انها البدع ... واخطر هذه البدع بدعة اريوس .
ونعود لنكمل ايات الاصحاح الثانى عشر من سفر الرؤيا
( فَغَضِبَ التِّنِّينُ عَلَى الْمَرْأَةِ، وَذَهَبَ لِيَصْنَعَ حَرْبًا مَعَ بَاقِي نَسْلِهَا الَّذِينَ يَحْفَظُونَ وَصَايَا اللهِ، وَعِنْدَهُمْ شَهَادَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. رؤيا12_17) .
وكما راينا فشلت المحاولة الاولى وهى الاضطهدات وفشلت المحاولة الثانية بالبدع والخديعة ... ويعود للمحاولة الياسة الى الحروب الحروب الروحية التى يتلاعب فيها بالبشر فردا فردا ... مثلما فعل مع حواء قديما ... انه يجند اعوانه فى هذه الحرب ... اعوانه الشيطانية واعوانه البشرية من رجال ونساء وكل من يستطيع تحريكهم لمحاربة المؤمنين والقديسين وايقاعهم فى الشرور الجسدية والفكرية ... انه فى انتظار ان تحين فرصة يستطيع فيها القضاء على هذه المراة مع ابنائها ... او على الاقل يكسب لصفه اكبر عدد من نفوس البشر ومن نفوس ابناء المراة ... لكن الرب يقف له بالمرصاد انه يحرس ابنائه .
15 /1 / 1997
مع تحياتى مجدى زليم رزق الله
فهرس ومقدمة
